طرق الاقناع %D8%B7%D8%B1%D9%82_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%B9-300x143

طرق الإقناع
يحتاج النّاس في كثيرٍ من الأحيان إلى إقناع بعضهم البعض بفكرةٍ معيّنة أو بنجاعة أسلوبٍ أو طريقة معيّنة إلى غير ذلك، وإن محاولة الإقناع ما هي إلا شكلٌ من أشكال السّلوك الإنسانيّ الذي يلجأ إليه كلّ النّاس، فالرّسل والأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام لجؤوا إلى طرق الإقناع المختلفة من أجل هداية النّاس وبيان الحقّ لهم، وكذلك السّياسي يسعى لأقناع النّاس ببرنامجه السّياسي لكي تنقاد له النّاس وتسير من ورائه، بل إنّ الأب والأم يلجؤون إلى طرق الإقناع حين يريدون تربية أبنائهم وزرع القيم النّبيلة في نفوسهم، فالإقناع بلا شكّ هو اسلوبٌ ضروري من أجل الوصول إلى الأهداف وتجميع النّاس وتكاتفهم مع بعضهم البعض، وهو فنّ يحتاج إلى مهاراتٍ لغويّة وسلوكيّة خاصّة، وتتعدّد طرق الإقناع وتتنوّع،
ومن هذه الطّرق والأساليب نذكر:
أسلوب المقارنة بين الوضع الحالي والوضع الأمثل، وبين الفكرة الحاليّة والفكرة الأفضل فعندما يحتاج الإنسان إلى إقناع أحد النّاس بخطأ ما هو عليه يبيّن له وضعه الحالي ويضعه جنباً إلى جنب مع الوضع الأمثل أو الوضع الذي ينبغي أن يكون عليه، وإنّ من شأن ذلك أن يجعل الإنسان ينظر إلى كلا الوضعين أو الصّورتين ويقارن بينهما فإذا تبيّن له جمال وأفضليّة الوضع الجديد اقتنع به، ويتعمّق هذا الأسلوب ويكون أكثر تأثيراً إذا تمّ عرض مزايا ومساوىء كلا الوضعين أو الفكرتين وبالتّالي يرجح الإنسان الوضع والفكرة التي تغلب حسناتها على سيئاتها، ومثال على هذا الأسلوب واردٌ في القرآن الكريم حيث ذكر الله تعالى في إحدى الآيات منافع وآثام الخمر والميسر وبين أنّ الإثم يفوق المنفعة، قال تعالى ( يسألونك عن الخمر والميسر، قل فيهما إثمٌ كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما).
أسلوب التّصوير أو التّخيل، فكثيراً من النّاس يتأثّر عندما تقول له مثلاً تصوّر أو تخيّل نفسك في وضع كذا وكذا فما تصنع حينئذ، أو تصوّر نفسك مكان فلان هل ترضى هذا الأمر لك، وقد اتبع النّبي صلّى الله عليه وسلّم هذا الأسلوب عندما جاءه أحد الأشخاص يطلب منه أن يحلّ له الزّنا، فقال له النّبي الكريم أترضى ذلك لأمّك أو لأختك، فامتعض الرّجل وبدت عليه علامات الغضب واقتنع بخطأ فكرته. أسلوب الحوار وحسن الإستماع، وإنّ هذا الأسلوب هو من صفات القيادة النّاجحة حيث يلجأ القائد النّاجح دائماً إلى الحوار مع من يقودهم من الناس من أجل الاستماع إلى آرائهم ومشاورتهم، وإن من شأن هذا الأسلوب أن يقنع كلّ طرفٍ بصواب الفكرة موضوع الحوار.