سرعة البديهة وتنميتها 52
سرعة البديهة و تنميتها
سرعة البديهة من أهم نقاط قوة الشخصيّة ،
فسريعي البديهة دائماً ما يستطيعون الخروج من المواقف المحرجة سواء كانت محرجة لهم أو لغيرهم ، كذلك فإن سرعة البديهة التي يتبعها رد فعل سريع أنجت العديد من النّاس من بعض المواقف الخطرة .
هذا بالطّبع إلى جانب قوّة الحديث و جودته و تأثير سرعة البديهة على العلاقات الإجتماعيّة و تأثيرها على الأعمال و شتّى نواحي الحياة . لذا فإن سرعة البديهة يمكن أن تطوّر حياتك للأفضل دائماً .
ماهي البديهة و كيف تنمّيها ؟
لكي تنمّي من سرعة بديهتك يجب أن نضع أوّلاً تعريف لسرعة البديهة ، و يمكن القول بأن البديهة هي الجواب الحاضر ، ليست أي إجابة سريعة عن أي سؤال ، و لكن إجابة سريعة وذكية و تعبّر عن معرفة بالموضوع و دقائقه .
وقد تم تقسيم سرعة البديهة في الرد إلى نوعان ، منها ما هو على شكل دفاع عن النفس ، حيث أن الدفاع عن النفس بواسطة الكلام يكون أفضل بكثير من الدفاع عن النفس من خلال الضرب والمشاجرات ، أما النوع الآخر فهو على شكل إبداء ملاحظة فكاهية على موقف طريف حدث بصورة عفوية أمامه ، كما أننا نرى هذا الأمر كثيراً على التلفاز وفي البرامج الإخبارية ، فيتم استضافة اثنين ذوي آراء مختلفة ، ويتم التحدث ، ويقوم كل شخص بالرد على الآخر بطريقة لبقة ولكن مع المحافظة على تغيير الفكرة التي يفكر بها الشخص الآخر ، وإيصاله إلى الفكرة الصحيحة .
كانت سرعة البديهة في الرد فناً ولا زالت أيضاً فناً يرغب الجميع في احترافه ، حيث أنها تغني الانسان عن الكثير من الأمور التي لا يريدها ، كما أنها تغني عن الكثير من الحوارات التي لا نفع منها ، كما أن الشرط الأساسي في مثل هذه الصفة أن يتم تزويدها بالقليل من الصدق والأمانة ، وأن تكون أخلاق الانسان المتحدث عالية ، فلا يجرح شخصاً في كلماته من أجل إسكاته ، كما ألا يتعدى على أحد في طريقة كلامه ، من أجل عدم خلق المشاحنات .
إذاً نحن نسعى إلى سرعة التّفكير من حيث الرّبط بين المواقف المختلفة و سرعة إسترجاع المعلومات المخزّنة و سرعة الرّد الذّكي من حيث إختيار الألفاظ و نبرة الصوت و تعبير الوجه إضافة إلى ذلك !
. الموضوع قد يبدو صعباً ، ولكن على العكس من ذلك فإن تنمية تلك المهارات لا تتطلّب سوى العمل على التالي :
تنمية المهارات العقلية :
من حيث القدرة على استرجاع المعلومات ، و الرّبط بين المواضيع و بعضها ، والإلمام بمعارف مختلفة في مجالات متنوعة . ويمكن تطوير ذلك عن طريق القراءة ، والقيام بالتمارين الرياضيّة التي تساعد على وصول الدّم للمخ فتقوّي من العمليّات الذهنيّة ، إلى جانب الإهتمام بالمأكولات التي تساعد على زيادة التركيز .
تنمية المهارات اللّغوية :
لأن اللّغة هي الوسيلة التي تعبّر بها عن أفكارك ، و اهتمامك باللّغة وطريقة تحدّثك ستجعلك تعبر عن ما يجول في خاطرك بالشكل الأنسب ، ولن تتعرّض لمواقف سوء الفهم بسبب عدم توفيقك في التعبيرات أو إختيار الألفاظ . والقراءات المختلفة هي المجال الأوسع لتطوير المهارات اللّغوية ، إضافة إلى التّواصل مع الناس في مواقف مختلفة ، حيث تضاف إليك خبرات لغويّة مع كل موقف تتعرض له .
الإستعداد النفسي :
ويتمثّل في هدوء الأعصاب بقدر الإمكان في المواقف المختلفة ، والقدرة على التحكّم في الإنفعالات ، إلى جانب الثقة بالنّفس ، والتصميم على إنجاز المهمّات . فالتخلّي عن الهدوء والثبات يوقعان بالشّخص في مشاكل عديدة وقد يفقد لأسباب مثل التوتّر أو الغضب للغاية التي يسعى إليها . و ممارسة التّمارين الرياضيّة و الإستماع إلى الموسيقى يحدّان من الغضب والتوتّر بشكل كبير .